التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2019

الحكمة في الدعوة

لما أمر الله بالدعوة بين أهمُّ أساليبها فقال: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "  والحكمة باب واسع يختلف باختلاف الأحوال والمدعووين والأزمان والأمكنة ، والحكيم هو الذي يعرف كيف يقدم دعوته بحيث يوصلها إلى غيره بطريقة سليمة ، مقنعة، ويتحرى قدر استطاعته أن تحضى بقبولهم وتؤثر فيهم ، ومن نظر مثلاً في قصة مؤمن آل فرعون عندما دافع عن نبي الله موسى ودعا قومه عرف ما أوتيه هذا الرجل من الحكمة العظيمة في الدعوة ، وهكذا دعوة أنبياء الله صلوات الله عليهم ، فهم أرباب الحكمة البالغة في دعوة الخلق ، وقد حدثني أحد المشايخ أن أحد طلابه جاء إليه باثاً شكواه مما يلقاه من العنت والمضايقة في بيته ، وكان هذا الشاب حديث عهد بهداية ويذكر أن أخواته يتقصدون وضع التلفاز على الأغاني أو الأفلام عند وصوله للبيت ليخرج أو يعتزل في غرفة بعيدة ، فسأله الشيخ عن سبب هذا القصد فأخبره أنه أنكر عليهم بغلظة الاستماع لهذه المنكرات وشدد النكير عليهم ، فاختلفوا معه وارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، ورفعت القضية للأب الذي يحب أن يكون البيت هادئاً وأن يعيش الجميع بسلام ووئام ...

من طرائق التدبر

من الطرائق المجدية في التدبر عند أهل القرآن أن يجعل لكل ختمة هدفاً موضوعياً يصل إليه ويحفظه من خلال ختمه الشهرية أو الأسبوعية ، فيقول مثلاً: سأجمع آيات الإنفاق ، أو قيام الليل ، أو أسماء الله المقترنة كالعزيز الحكيم ، أو أوصاف أهل الجنة كالتي في أول سورة المؤمنون ، أو صفات المنافقين، أو آيات الإخلاص ، أو الآيات الدالة على خطر اللسان ، أو التي فيها آداب الزوجين وأخلاقهما ، أو قصة مريم أو موسى عليهما السلام ، ونحو ذلك، وهذا من شأنه أن يوقض العقل ويحرك القلب ويعين على تركيز الذهن أثناء التلاوة ، وفي كل ختمة ينهي موضوعا ً، فيجتمع له بذلك خير كثير وعلم غزيز، ويتنبه لمعاني الآيات ، ويحضر قلبه عند التلاوة ، فينتفع بما يتلوه ، ويستفيد مما يقرأه قال الله ¸ " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "  ولعلك ستلاحظ عند تحديد موضوع معين قبل البدء بالختمة أن القرآن كأنما أنزل لتقرير ذلك الموضوع ، وتتعجب من غزارة الآيات الدالة على ما أنت بصدد البحث عنه ، خصوصاً إذا رزقك الله فهماً في كتابه ، وغوصاً على معاني كلامه ، واستحضاراً للمتشابهات وربطاً بين الآيات ...

تجارب الصالحين

ما أجمل أن تلتقي رجلاً من العباد الصالحين فتسأله عن تجربته في عبادته وتزكية نفسه ، وترويض بدنه على العبادة والعمل الصالح ، فيفيدك بأمر لعلك لا تجده في الكتب ولم تسمع عنه من قبل ، ويختصر عليك بتجربته وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً. يقول أحدهم وهو يروي تجربته مع الصلاة ، وكان يجد ثقلاً عند القيام إليها وقلة في عدد ركعاتها : أحصيت ما أصليه من ركعات في اليوم والليلة من فرائض ورواتب و رواتب متنوعة كالضحى والركعات التي عند الزوال والتي قبل صلاة العصر وما بين المغرب والعشاء وقيام الليل ، فبلغت زيادة عن الخمسين ركعة فصرت أؤنب نفسي على قلة زادي ، وأقارن فعلي بما كان عليه السلف الصالح ، فبعضهم ورد أنه يصلي مائة ركعة وبعضهم مائة وخمسون ركعة، فصرت في كل حين أزيد ركعتين مرة أجعلها في قيام الليل ومرة أزيد بها ركعات الضحى ومرة أجعلها نافلة بين الظهرين وكلما زدت ركعتين بقيت فترة أروض نفسي عليهما ، وأثبتها حتى ترتاض وتعتاد ، ثم أزيد أخرين حتى بلغت السبعين ركعة في اليوم والليلة فحمدت الله على الزيادة ، وعلمت أن هذا باب من أبواب الخير فتح لي، وطريق من طرق البر يسر لي ، وهذه تجربة لنا جم...