بر الوالدين منزلة شريفة
ومرتبة عالية ، والسعيد
من وفق له ، وقد ذاكرت
يوماً الشيخ المربي يحيى بن إبراهيم اليحيى فلفت نظري إلى أمر كان خافياً علي
غائباً عني ، حيث قال:
إن من البر أن تبر والديك بما يحبان لا بما
تحبه ولا يحبانه ،
وكثيراً ما نرغب في
أشياء ونحبها ، ونظن
أننا إذا قدمناها لوالدينا كان الأمر محبوباً لهما، وقد يكون مكروهاً عندهما
لكنهما يفعلانه أو يقبلانه مجاملة أو رضوخاً ،
وضرب الشيخ لذلك مثالاً، فقال: أحياناً تحب أن يعيش والداك معك في بيتك وهما يحبان
أن يكونا في بيت مستقل أو عند أخيك أو أختك ،
فتلحّ عليهما بالبقاء عندك فيرضخان لذلك مع كراهتهما فلا تكون بذلك قد أتيت بالبر
على وجهه ، والبر أن
تفعل بهما ما يريحهما
ويطيب خواطرهما ولو لم يكن موافقاً لهواك ،
متسقاً مع رغبتك ،
ومثله أيضاً لو كانا لا يحبان
السفر وأنت تحبه وترى فيه متعة وأنساً فإن تمام البر أن لا ترغمهما عليه أو
تحرجهما بمصاحبتك ،
بل حقق لهما مرادهما واعتذر عن تقصيرك في حقهما.
أعانني الله وإياكم على البر
على أجمل صورة وأحسن أحواله.