لما قرأت حديث ابن مسعود رضي الله عنه في التشهد عن النبي ﷺ " إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: " التحيات لله… إلى أن قال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبدٍ لله صالح في السماء والأرض .." الحديث، رواه الجماعة. لما قرأت الحديث وقفت عند هذه اللفتة النبوية في توسيع المعنى وتعميمه ، وإبقائه على شموله حيث نسبه إلى أن السلام على عباد الله الصالحين يشمل كلَّ عبد لله صالح في السماء والأرض ، وهذا مما يغفل عنه الإنسان عادة ، وهذه طريقة حسنة جميلة، معينة على الفهم وعلى إدخال صور كثيرة في معاني ألفاظ الكتاب والسنة ، قد تكون غائبة عن ذهن الإنسان ، فإذا قال العبد: " اللهم إني أسألك العافية " فإنه ينبغي أن يستحضر العافية في كل شيء ، في دينه ودنياه وبدنه وأهله وماله وآخرته ، وكذلك إذا سأل الله الرزق استحضر الرزق من المال والعلم والولد والجاه وغير ذلك ، وليس هذا بدعاً من القول، فقد وسع النبي ﷺ معنى الجهاد ليشمل " بر الوالدين" وقال للرجل الذي رغب الخروج للجهاد: " أحيٌ والداك ، قال نعم، قال: ففيهما فجاهد " ، وبين ...