التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تواضع الشيوخ



قد تتعلم من خلق شيخك خصلة جميلة تساوي قراءة كتاب بأكمله ، وقد  تقع لك مع شيخك حادثة أو موقف تساوي رحلة كاملة حيث يوفق الله الشيخ إتخاذ التصرف الصحيح حياله فتنتفع بتصرفه وهديه أعظم من انتفاعك بعلمه ، من المواقف التي لا أنساها لشيخنا الشيخ صالح السدلان - رحمه الله - أننا كنا في قاعة الدرس في كلية الشريعة ، فلما أتينا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " ، سأله أحد الطلاب قائلاً: هل مجرد ملامسة قُبل الرجل لقُبل إمرأته يوجب الغسل فقال الشيخ: هذا هو الظاهر، فقلت: يا شيخ لو كان هذا المراد لقال : إذا التقى القبلان أو الفرجان أو الذكر والفرج… ولكنه عبر عن ذلك بالتقاء الختانين ليبين أنه لابد من الإيلاج لأن الختان لا يمكن أن يلتقي مع الختان إلا به . فأطرق الشيخ كأنه يراجع معلوماته ويفحص ما قلته، ثم قال : صدقت، هذا هو المعنى ، وشكرني أمام الطلاب.
كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي، علمني فيه الشيخ بكل تجرد: قبول الحق ولو من الصغار ولو كان أمام الطلاب وأن هذا من التواضع المحمود ، وأنه لا يضير الشيخ أن يعترف بخطئه ، وقد بقي هذا الموقف راسخاً ، كبيراً في ذهني ، كما أنه رفع قدر الشيخ عندي وعند من حضر هذا الموقف الشجاع عند طلابه ، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.