التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2019

تواضع الشيوخ

قد تتعلم من خلق شيخك خصلة جميلة تساوي قراءة كتاب بأكمله ، وقد   تقع لك مع شيخك حادثة أو موقف تساوي رحلة كاملة حيث يوفق الله الشيخ إتخاذ التصرف الصحيح حياله فتنتفع بتصرفه وهديه أعظم من انتفاعك بعلمه ، من المواقف التي لا أنساها لشيخنا الشيخ صالح السدلان - رحمه الله - أننا كنا في قاعة الدرس في كلية الشريعة ، فلما أتينا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " ، سأله أحد الطلاب قائلاً: هل مجرد ملامسة قُبل الرجل لقُبل إمرأته يوجب الغسل فقال الشيخ: هذا هو الظاهر، فقلت: يا شيخ لو كان هذا المراد لقال : إذا التقى القبلان أو الفرجان أو الذكر والفرج… ولكنه عبر عن ذلك بالتقاء الختانين ليبين أنه لابد من الإيلاج لأن الختان لا يمكن أن يلتقي مع الختان إلا به . فأطرق الشيخ كأنه يراجع معلوماته ويفحص ما قلته، ثم قال : صدقت، هذا هو المعنى ، وشكرني أمام الطلاب. كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي، علمني فيه الشيخ بكل تجرد: قبول الحق ولو من الصغار ولو كان أمام الطلاب وأن هذا من التواضع المحمود ، وأنه لا يضير الشيخ أن يعترف بخطئه ، وقد بق...

لطيفة في بر الوالدين

بر الوالدين منزلة شريفة ومرتبة عالية ، والسعيد من وفق له ، وقد ذاكرت يوماً الشيخ المربي يحيى بن إبراهيم اليحيى فلفت نظري إلى أمر كان خافياً علي غائباً عني ، حيث قال: إن من البر أن تبر والديك بما يحبان لا بما تحبه ولا يحبانه ، وكثيراً ما نرغب في أشياء ونحبها ، ونظن أننا إذا قدمناها لوالدينا كان الأمر محبوباً لهما، وقد يكون مكروهاً عندهما لكنهما يفعلانه أو يقبلانه مجاملة أو رضوخاً ، وضرب الشيخ لذلك مثالاً، فقال: أحياناً تحب أن يعيش والداك معك في بيتك وهما يحبان أن يكونا في بيت مستقل أو عند أخيك أو أختك ، فتلحّ عليهما بالبقاء عندك فيرضخان لذلك مع كراهتهما فلا تكون بذلك قد أتيت بالبر على وجهه ، والبر أن تفعل بهما ما يريحهما ويطيب خواطرهما ولو لم يكن موافقاً لهواك ، متسقاً مع رغبتك ، ومثله أيضاً لو كانا لا يحبان السفر وأنت تحبه وترى فيه متعة وأنساً فإن تمام البر أن لا ترغمهما عليه أو تحرجهما بمصاحبتك ، بل حقق لهما مرادهما واعتذر عن تقصيرك في حقهما. أعانني الله وإياكم على البر على أجمل صورة وأحسن أحواله.

الود الذي ينشأ بين القارئ وسورة معينة

من الظواهر العجيبة التي يلاحظها القراء أنفسهم وإخوانهم من الأئمة والقراء ؛ هذا الود الخاص الذي ينشأ بين قارئ وسورة معينة يُعرف بها ، تجده عندما يتلوها يُطرّب فيها ويترنم بها ويُؤثر ويتأثر، وتجد محبيه يرغبون في سماعها منه ، وإذا صلى بهم طلبوا منه أن يقرأ تلك السورة بعينها ، ولو كانوا قد سمعوها منه مراراً ، ولا أزال أتذكر بشدة إعجابي بالمقرئ محمد صديق المنشاوي ، لكنه حين يقرأ أواخر آل عمران و أوائل النساء فإني أصاب بحالة ذهول واستغراق في السماع ، ولقد استمعت لهذين المقطعين من فمه المعطّر ما يقارب الأربعين مرة، وحدثني الشيخ الدكتور عبدالعزيز القارئ أن إمام المسجد النبوي عبدالعزيز بن صالح كان إذا قرأ سورة الرحمن خشع ، وأذهل المصلين ، وقال لي: دخلت مرة على الشيخ عبد الفتاح القاضي ـ شيخ المقارئ المصرية ـ في بيته في المدينة فوجدته متأثراً فسألته فأخبرني أنه سمع تلاوة الشيخ عبدالعزيز ابن صالح لسورة الرحمن في صلاة الفجر، وأنه كأنه يسمعها لأول مرة من حلاوتها على لسانه وطيبها من فمه ـ رحم الله الجميع ـ وكانت بجوار مسجدي إمرأة صالحة وكانت تطلب مني أن أقرأ سورة الوا...