قد تتعلم من خلق شيخك خصلة
جميلة تساوي قراءة كتاب بأكمله ،
وقد تقع لك مع شيخك حادثة أو موقف تساوي
رحلة كاملة حيث يوفق الله الشيخ إتخاذ التصرف الصحيح حياله فتنتفع بتصرفه وهديه
أعظم من انتفاعك بعلمه ،
من المواقف التي لا أنساها
لشيخنا الشيخ صالح السدلان -
رحمه الله - أننا كنا
في قاعة الدرس في كلية الشريعة ،
فلما أتينا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "
إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل
" ، سأله أحد الطلاب قائلاً: هل مجرد
ملامسة قُبل الرجل لقُبل إمرأته يوجب الغسل فقال الشيخ: هذا هو الظاهر، فقلت: يا
شيخ لو كان هذا المراد لقال
: إذا التقى القبلان أو الفرجان أو الذكر
والفرج… ولكنه عبر عن ذلك بالتقاء الختانين ليبين أنه لابد من الإيلاج لأن الختان
لا يمكن أن يلتقي مع
الختان إلا به . فأطرق
الشيخ كأنه يراجع معلوماته ويفحص ما قلته،
ثم قال : صدقت،
هذا هو المعنى ، وشكرني
أمام الطلاب.
كان الموقف مؤثراً بالنسبة لي،
علمني فيه الشيخ بكل تجرد: قبول الحق ولو من الصغار ولو كان أمام الطلاب وأن هذا
من التواضع المحمود ،
وأنه لا يضير الشيخ أن يعترف بخطئه ،
وقد بقي هذا الموقف راسخاً ،
كبيراً في ذهني ، كما أنه
رفع قدر الشيخ عندي وعند من حضر هذا الموقف الشجاع عند طلابه
، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.