التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فضل الذكر



ينقسم ذكر الله إلى قسمين ، ذكر مطلق وذكر مقيد، فالمقيد ما كان مقيداً بزمان كأذكار الصباح والمساء ونحوها، أو بمكان كأذكار دخول المسجد والمنزل والخروج منهما ونحوها، أو بحال كأذكار النوم والقيام منه و نزول الغيث وأذكار السجود والركوع ونحوها، وأما الذكر المطلق فهو ما جاء بغير قيد الزمان والمكان والحال، مثل قوله ﷺ " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "متفق عليه 

فإنه لم يقيد ذكر الله بهاتين الصيغتين بوقت ولا مكان ولا حال، فصارت مشروعة في كل وقت، ومثل قوله ﷺ " أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله و الحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيّهن بدأت " رواه مسلم

وقوله ﷺ " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة " رواه الترمذي ، وقوله ﷺ " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " متفق عليه، وقوله ﷺ " الباقيات الصالحات : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله " ، وقوله ﷺ " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل " متفق عليه، وقوله ﷺ " أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة ؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة " رواه مسلم ، وقوله ﷺ " أفضل الذكر : لا إله إلا الله " رواه الترمذي ، وغير ذلك كثير مما ورد الحث عليه والترغيب فيه دون تقييد بزمان أو مكان أو حال .

وكثير من المتعبدين والذاكرين لا يتفطنون له ولا يحرصون عليه، قد انشغلوا بالأذكار المقيدة وتركوا المطلقة ، ولم يجعلوا لأنفسهم ورداً منها ولم يتتبعوها في السنة ليعمروا بها أوقاتهم ويرطبوا بها ألسنتهم ، فحري بالمسلم الذي يحب أن يكون من الذاكرين الله كثيراً أن يعتني بها ويتفطن لها ويجمعها من كتب السنة ويحرص على الإتيان بها ويجعل لنفسه ورداً يومياً منها ولو بأعداد قليلة تزيد مع الأيام ، والله أعلم.



كتبه: 
محمد بن عبد العزيز الخضيري.