التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف نصحح النظرة للعلاقة الزوجية



تختلف نظرة الناس للزواج اختلافاً يؤثر على سير علاقاتهم الزوجية وطريقة تحملهم لمتاعبها ومصاعبها وأفراحها وأتراحها ، فمن الناس من ينظر إلى الزواج على أنه متعة مجردة ولذة وشهوة وأنس وفرح ؛ ولذا إذا أصابه شيء يكدر الحياة الزوجية أو نقصت عليه بعض مباهج الحياة تذمر من زواجه أو زوجه وتكدر عيشه وتنغصت أيامه، وآثر أن يكون عزباً خالياً من هموم الحياة الزوجية يعيش مرتاحاً غير مبالٍ بالأكدار والمنغصات حسب زعمه.

ومن الناس من ينظر إلى الحياة الزوجية على أنها عبادة وأجر وسبيل إلى الجنة وطريق لنيل رضوان الله فهو يرجو بزواجه تحصيل المراتب العالية وعمران الآخرة، ولا يمنعه ذلك من أن يستمتع ويلتذ بما أباحه الله له من نعمة قضاء الوطر وإفراغ الشهوة والأنس بالأهل والولد بطريقة مباحة، هذا النوع من الناس أصبر على لأواء الحياة الزوجية وشدتها وما فيها من المرارات والآلام التي لابد منها وهو يحتسب في ذلك كله الأجر من ربه ، ويجري مع الحياة بطريقتها التي طبعها الله عليها والمذكورة في قوله في سورة البلد : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي كَبَد) وقوله في سورة آل عمران : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) وقوله في سورة البقرة : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ) ولذا لا يتفاجأ بشيء من أقدار الله المؤلمة ولا يتذمر ولا يتسخط ؛ قد رضي بما قسم الله له وعبد الله في حالتي الضراء والسراء وكان كما قال النبي ﷺ : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن " رواه مسلم

إن الحياة الزوجية باب عظيم من أبواب الأجور و الحسنات ؛ فالإنفاق على الزوجة والأولاد وتربيتهم وتعليمهم والحمل والولادة وتكوين الأسرة وتكثير الأمة وغير ذلك كله من أبواب الخير التي لا تتحقق للأعزب، ولابد فيها من الكدر الذي يعقبه الأجر وحسن الذكر، ومتى نظر الزوجان إلى الحياة الزوجية بهذه الطريقة فسيكونان أكثر صبراً وأقل تسخطاً وأعظم استمتاعاً وانتفاعاً .

والله المستعان وعليه التكلان.



كتبه: 
محمد بن عبد العزيز الخضيري.