التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أثر الخلق الحسن في قبول الحق


الخلق الحسن والأدب له أثر ظاهر في التوفيق للحق وقبوله واتباع الهدى والاستجابة لله ولرسوله ، وتأمل ذلك في قصص القرآن تجده ظاهراً بيناً.
ففي قصة السحرة مع موسى: قالوا لموسى: {قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ نَحۡنُ ٱلۡمُلۡقِينَ} [سورة الأعراف:115] فتأدبوا مع نبي الله موسى فوفقهم الله تعالى لقبول الحق واتباع موسى عليه السلام ، وقالوا لفرعون بكل ثبات: " قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ "  [طه:72 - 73]
وفي قصة امرأة فرعون عندما عثروا على موسى رضيعاً تتقاذفه أمواج اليم وجاؤوا به إليها، قالت: " قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " ثم لما بُعث آمنت به واتبعته فصارت من سيدات نساء العالمين.
وفي قصة بلقيس عندما جاءها كتاب سليمان عليه السلام، قالت: " إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ " فتأدبت مع الكتاب ووصفته بالكرم ، ولم تمزقه ولم يحملها الملك والأبهة وطاعة قومها لها على تمزيق الكتاب أو الرد الأخرق على كاتبه فكانت النتيجة: " وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " .
وفي قصة الجن الذين سمعوا القرآن كان أول تصرف منهم هو الأدب مع القرآن ، فهداهم الله لقبوله واتباعه والإيمان بما فيه وجاءت الإشادة به في قوله: " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ " فأنصتوا أولاً وانتظروا حتى انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من تلاوته ثم أسلموا ورجعوا إلى قومهم دعاة هداة ، ولم يقولوا كما قال جبابرة الإنس: " لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " .
والشواهد من التاريخ والواقع كثيرة على أن الأدب وحسن الخلق مفتاح التوفيق والهداية وبوابة الخيرات والفتوح.