التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من مكائد إبليس


من مكايد إبليس - لعنه الله - التي يكيد بها كثيراً من الناس أنه يختبر الإنسان في أمر إقدامه وإحجامه، فمن الناس من تكون عنده قوة الإقدام ومنهم من تكون عنده قوة الإحجام ، فالأول تجده يقوم بالطاعات ويؤديها بسهولة وانتظام ولا يجد فيها مشقة ولا عنتاً ، فيقوم لصلاة الفجر أو يصوم أيام الحر أو يعتمر مع بعد المسافة أو يحج مع قلة ذات اليد أو ينفق مع حاجته إلى المال ، ويقوم الليل ويغامر من أجل طاعة، لكنه يجد مشقة بالغة في ترك الغيبة أو النظر الحرام ، أو أكل المال بالباطل لضعف قوة الإحجام عنده، والثاني على العكس من ذلك فلو أحرقته أو ضربته على أن يشرب كأساً من الخمر أو يتحرش بامرأة أجنبية عنه لم يفعل ، لكنه يتثاقل جداً في القيام بأي طاعة فضلاً عن المواظبة عليها ، فإبليس ينظر إلى إقدام العبد وإحجامه أيهما أضعف فيعمل عليه ، ويأتي الإنسان من الجهة الأضعف ليظفر به ويوقعه في شباكه وحبائله ويأسره ، فإذا وجده ضعيفاً في إحجامه في باب الأموال أطمعه في  المكاسب المحرمة وأغراه بها وهيأها له وزين له الوقوع فيها ، وإذا وجده ضعيفاً في إقدامه على الصلاة جاءه من هذه الناحية فمازال به حتى يوهنه عنها، ويثقله عن القيام بها ويلقي في قلبه الأعذار الواهية والحجج الباردة ليتفلّت مما أوجبه الله عليه ، ولذا على الإنسان أن يكتشف نقاط الضعف فيه ويحرص على تقويتها وتكميلها وحراستها حتى لا يتسور عليه الشيطان من خلالها ، ومعرفة هذا النوع من مكايد الشيطان تعين العبد على اتقاء شره ودفع ضرره، كما أنها تفسر لك كيف تختلف زاوية الإغواء من شخص لآخر، فهذا يؤتى من جانب الصلاة وهذا من جانب النساء والأموال .