عندما تسأل بعض المعبرين يفجأوك بمعلومة خاصة عنك نعلم أنها تخفى عل
مثله وتظن أنه عرف ذلك من الرؤيا التي قصصتها عليه وليس كذلك ، بل هو من القرين
الذي يستخدمه ، بحيث يزوده ببعض المعلومات الشخصية عنك حتى يدهشك ومن ثم
تسلم له بصحة تعبيره وتأويله لرؤياك ، فمثلاً تقول له: رأيت زيداً يعطيني تمرة ،
فيقول لك: أعندك بنت اسمها: نورة ، أو سيارة من نوع كذا زرقاء اللون ، أو تعمل في
وزارة كذا ؟ ونحو هذا من المعلومات الشخصية التي لا تتوقع أن مثله يعرفها عنك
فتنبهر، وتظن أنه عرف ذلك من خلال رؤياك ، وهذا كذب ، بل زوده الجني بالمعلومة ،
ثم يخبرك بالتأويل الذي قد يصيب فيه ، وقد يخيب بحسب قوته وقدرته على التعبير ،
والغالب أن الناس يسلمون له بصحة التعبير بناءاً على المقدمة التي خطف بها عقل
سائله ، والمستمع إليه ، وهذا النوع من المعبرين موجود من قديم الزمان ، وقد تحدث
الذهبي عن رجل في عصره يسمى الشهاب العابر، كان يبهر الناس بذكر خواصهم ، وبين
الذهبي أن ذلك من القرين الذي معه.
وفي هذا العصر كثر هذا الصنف لما كان التعبير وسيلة للرزق ، حيث
أتيحت فرص للكسب من خلال وسائل الاتصال وعبر القنوات ونحوها.
ولكي تعرف أن المعبر يستخدم الجن ، فإذا أخبرك بأمر لا صلة له بالرؤيا
من المعلومات الشخصية أو كان التأويل لا يدخل تحت البشارة والنذارة التي تأتي عامة
الرؤى لأجله فاحذر هذا المعبر ، واعلم أنه يغلب على الظن أنه يستخدم الجن ، ويتلقى
من القرين.
ولا تسلم له بصحة التعبير فقد يخطئ ويصيب ، والرؤى لا يكون فيها معلومات
تفصيلية عن شخصية الرائي وبياناته ، وإنما تأتي عرضاً ، وتكون مقصودة لغيرها،
وأعظم مقاصد الرؤيا: البشارة أو النذارة ، أما لون السيارة واسم الزوجة وموقع
المنزل ورصيدك في البنك وعدد أولادك ونحو ذلك فإنه غير مقصود في الرؤى وإذا جاء
يكون عرضاً فتنبهوا لذلك.