التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معبرون يستخدمون الجن

عندما تسأل بعض المعبرين يفجأوك بمعلومة خاصة عنك نعلم أنها تخفى عل مثله وتظن أنه عرف ذلك من الرؤيا التي قصصتها عليه وليس كذلك ، بل هو من القرين الذي يستخدمه ، بحيث يزوده ببعض المعلومات الشخصية عنك حتى يدهشك ومن  ثم تسلم له بصحة تعبيره وتأويله لرؤياك ، فمثلاً تقول له: رأيت زيداً يعطيني تمرة ، فيقول لك: أعندك بنت اسمها: نورة ، أو سيارة من نوع كذا زرقاء اللون ، أو تعمل في وزارة كذا ؟ ونحو هذا من المعلومات الشخصية التي لا تتوقع أن مثله يعرفها عنك فتنبهر، وتظن أنه عرف ذلك من خلال رؤياك ، وهذا كذب ، بل زوده الجني بالمعلومة ، ثم يخبرك بالتأويل الذي قد يصيب فيه ، وقد يخيب بحسب قوته وقدرته على التعبير ، والغالب أن الناس يسلمون له بصحة التعبير بناءاً على المقدمة التي خطف بها عقل سائله ، والمستمع إليه ، وهذا النوع من المعبرين موجود من قديم الزمان ، وقد تحدث الذهبي عن رجل في عصره يسمى الشهاب العابر، كان يبهر الناس بذكر خواصهم ، وبين الذهبي أن  ذلك من القرين الذي معه.
وفي هذا العصر كثر هذا الصنف لما كان التعبير وسيلة للرزق ، حيث أتيحت فرص للكسب من خلال وسائل الاتصال وعبر القنوات ونحوها.
ولكي تعرف أن المعبر يستخدم الجن ، فإذا أخبرك بأمر لا صلة له بالرؤيا من المعلومات الشخصية أو كان التأويل لا يدخل تحت البشارة والنذارة التي تأتي عامة الرؤى لأجله فاحذر هذا المعبر ، واعلم أنه يغلب على الظن أنه يستخدم الجن ، ويتلقى من القرين.
ولا تسلم له بصحة التعبير فقد يخطئ ويصيب ، والرؤى لا يكون فيها معلومات تفصيلية عن شخصية الرائي وبياناته ، وإنما تأتي عرضاً ، وتكون مقصودة لغيرها، وأعظم مقاصد الرؤيا: البشارة أو النذارة ، أما لون السيارة واسم الزوجة وموقع المنزل ورصيدك في البنك وعدد أولادك ونحو ذلك فإنه غير مقصود في الرؤى وإذا جاء يكون عرضاً فتنبهوا لذلك.