التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعليق في المزاح


المزاح شيء محبب للنفوس ، يلطف أجواء المجالس ، ويكسر الجمود ويؤلف القلوب، ويقرب بين المتباعدين ويطفئ جمرة الغضب، لكن بشرط أن يكون لطيفاً خفيفاً غير متضمن لمحظور شرعي أو اجتماعي، ومن عيوب المزاح الشائعة: التعليق، وهو نوعان:
الأول: التعليق على شخص في تصرفاته وكلماته وأحواله واتخاذه محلاً للتندر والضحك ، فإذا كان بغير رضاه وكان مؤذياً له جارحاً لنفسه فإنه محرم لقول الله تعالى: " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً " والغالب أنه يؤذي ويجرح ولكن لضعف الشخص المعلق عليه أو لحيائه فإنه يسكت، ويرضى قهراً لا اختياراً ، وعلى المسلم أن يتوقى الوقوع في هذا النوع من المزاح لأنه لا يرضاه لنفسه فكيف يرضاه لأخيه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . رواه البخاري ومسلم
والنوع الثاني من التعليق: التعليق على مزحة معينة وتكرارها حتى يتأذى بها من قيلت فيه أو كان سبباً فيها  فالمزحة تكون لطيفة في المرة الأولى ثم إذا كررت مُلّت وذهب ما فيها من اللطف والطرافة وقد تؤذي وتحرج كما هو مجرب معروف، ولذا على الصاحب أو المجالس أن لايكرر المزحة ما استطاع فإنها تفقد كثيراً من خصائصها وجمالها بعد المرة الأولى ، بل ثورت أذى وضغينة في بعض الأحوال.