التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوِرد من السنة



كثير من الناس يقتصر في قراءة الوِرْد - وهو المقدار الذي يتعاهده المسلم بشكل يومي أو أسبوعي - على الورد القرآني ، وينسون أن يجعلوا لأنفسهم ورداً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن كلامه وحي من الله : " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"
وقراءة أحاديثه صلى الله عليه وسلم فيها فضائل كثيرة وفوائد جمة:
منها: أن المسلم يزداد بها علماً في دينه ، ويكون ممن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، و" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " كما جاء في الحديث.
ومنها: أن يصيب المسلم شيئاً من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالنضارة ، حيث قال : " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها ، فرب مُبَلَّغٍ أوعى من سامع " رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
ومنها: بركة كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن صلى صلاة صلى الله عليه بها عشراً، وأولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم عليه صلاة كما ثبت في الحديث.
ومنها: أن يجمع الإنسان لنفسه النورين العظيمين ، وهما القرآن والسنة ؛ ولا تتم للمسلم الهداية إلا بهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه "رواه أبوداود وابن ماجه والترمذي
وقال : حسن صحيح ، وهما عصمة للمسلم من الضلال بإذن الله كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً؛ كتاب الله وسنتي "
ومنها: هذا الانشراح الذي يجده قارئ السنة في صدره.
ومنها: أن السنة تفسر القرآن وتبينه.
ومنها: قوة الحجة عند الموعظة ، فإذا وعظت أحداً من الناس بآية أو حديث فإنه يتعظ أسرع مما لو وعظته بكلام مرسل .
والحاصل أن قراءة السنة النبوية من الفتوح العظيمة والأسباب القوية في ثبات الإنسان على دينه وحرصه على أبواب الخير كلها ، وفعل الطاعات ، وتطبيق السنن.
والذي اقترحه عليك أخي المسلم أن تقتني كتاباً من كتب السنة الصحيحة وتجعله قريباً منك وتقرأ منه كل يوم ما تيسر لك ولو حديثاً واحداً.
ومن الكتب المناسبة: مختصر صحيح البخاري للزبيدي ، ومختصر صحيح مسلم للمنذري ، واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبدالباقي ، ورياض الصالحين للنووي ؛ وهو من أنفع الكتب وأعظمها بركة ، ويتميز بأنه ذكر الأحاديث التي يحتاج إليها كل مسلم لصلاح قلبه وعمله ، ولم يقتصر على أحاديث الصحيحين ، وليس فيه من الضعيف إلا شيء قليل جداً، وله شروح كثيرة متوفرة في الأسواق كشرح الشيخ ابن عثيمين ، ونزهة المتقين ، وشرح الشيخ فيصل المبارك وغيرها ، ومازال الناس يقرؤونه في مساجدهم ويجدون لقراءته أثراً على قلوبهم وأعمالهم .