التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تزكية النفس



(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) ، ولذا يجب على العبد أن يعتني بتزكية نفسه وأطرها على الحق وتربيتها على قبوله وامتثاله ، وأنت تجد من نفسك أنك تقتنع بأمور الخير ، وكذلك لا تتقاعس عن العمل بها والمبادرة إليها، والداعية الموفق يجب أن يراعي ذلك في المدعوين ، فقد يقتنعون بما يدعوهم إليه لكن يبطؤون في الاستجابة والعمل ، فإذا كان مستوعباً لهذا الأمر في طبيعة النفس الإنسانية فإنه يصبر على ما يراه من تباطئهم في الاستجابة والانقياد ، وعليه أيضاً أن يترفق بهم في نقلهم من حالهم إلى الحال التي يدعوهم إليها، وأيضاً فإن كل إنسان ينبغي له أن يجاهد نفسه في تزكيتها وحملها على العمل بالحق ، لأنها تحتاج إلى جهد وصبر ومصابرة حتى تستقيم على الطاعة وتمتثل الأمر وتجتنب النهي وتترقى في مدارج الكمال وتلحق بركاب الصالحين.

و تزكية النفس تقوم على ركنين ركينين: تخلية وتحلية، تخلية عن الشرك والجهل والذنوب و الدناءات وسفاسف الأمور وسيء الأخلاق، وتحلية بالتوحيد والإيمان والعلم والطاعات والفضائل ومحاسن الأخلاق ، ولن يتزكى أحد إلا بهذين ، كزرع الأشجار وغرس النخيل؛ فكما أنهما بحاجة إلى ماء وسماد فهما بحاجة إلى حفظ من الآفات ووقاية من الأمراض وجميع ما يفسد الثمار ويمرض الأشجار ، وبهذا تنمو الشجرة ويدوم نفعها ويكثر خيرها.



كتبه: 
محمد بن عبد العزيز الخضيري.