التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعداد وسيلة التدبر



من وسائل التدبر السهلة والمفيدة : تعداد ما ورد في الآيات من صفات أو جزاء أو شروط ونحوها .

مثل قوله تعالى في سورة طه : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى " فقد ذكر الله أربعة شروط لحصول مغفرته، وهي: التوبة والإيمان والعمل الصالح ثم الاهتداء.

ومثل قوله تعالى في سورة العصر " والعصر إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" فقد ذكر الله أربعة عواصم تعصم العبد من الخسران، وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

وإذا قرأت قوله تعالى في سورة النساء : " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " فالمنعم عليهم حقاً هم هؤلاء الأصناف الأربعة: النبيون والصديقون والشهداء والصالحون ، وهذا يفسر لك قوله تعالى في سورة الفاتحة: " صراط الذين أنعمت عليهم "

وإذا تأملت قوله تعالى في بداية سورة المؤمنون " قد أفلح المؤمنون " جدت أنه علق هذا الفلاح على صفات معينة حري بالإنسان الحريص على الفلاح أن يعلمها ويأخذ بها و يتعاهدها من نفسه حتى يحقق هذا الوعد الإلهي.

وإذا تأملت القسم في أول سورة الشمس وجدته متعدداً ، بلغ أحد عشر قسماً فيلفت نظرك المقسم عليه: " قد أفلح من زكاها "وتدلك كثرة الأقسام على أهمية المقسم عليه.

وبهذا تعلم من تفصيل الآيات وتعداد ما فيها معين على إيقاظ الفكر للمعنى ومساعد على العمل بها، وهذا ليس مقصوراً على الصفات والشروط بل هو عام في كل ما يمكن تفصيله وعَدُّه، مثل قوله تعالى في سورة الرحمن " ولمن خاف مقام ربه جنتان" فإنه ذكر بعدها أنواعاً من النعيم في الفرش والمأكولات والمشروبات والسكنى وغيرها، فإذا عددها القارئ انتبه لها ولم ينس منها شيئاً عند التلاوة والمراجعة .

والله الموفق.





كتبه:
محمد بن عبد العزيز الخضيري